ستظل بيننا، لن ننساك

Lassaad-Ben-Nejma

أربعون يوما مروا على فراقك يا لسعد، كان ذلك في 27 جوان 2017 يوم فقدت أسرة المعهد العالي للموسيقى بتونس رجلا أعطى الكثير من كرمه وخلقه وحياته وبسمته من أجل إسعاد الآخرين. رافق طلبة المعهد العالي للموسيقى في كل مساراتهم الدراسيّة وتقاسم معهم نجاحاتهم وساهم في ظهورهم وشهرتهم داخل المعهد وخارجه وساعدهم في أداء مهامهم الدراسيّة وكذلك المهنيّة. كان المسؤول الأول على ترتيب النشاطات التي يبرمجها المعهد والمخبر الوطني للبحث في الثقافة والتكنولوجيات الحديثة والتنمية من اجتماعات وندوات ومؤتمرات ولقاءات وورشات وعروض تخرّج إلى جانب مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه التي كان يعدها بنفسه ويستعدّ لها لأسابيع وفي ذلك ترك مكانا بات من الصعب تعويضه وفراغا سنظل نستشعره كلما حللنا بالمعهد، فكل أروقة المعهد تشهد على حماسه وحركيّته وحسن تواصله وتفانيه في العمل، فهو يظهر في الوقت الضروري وينسحب أيضا في الوقت الضروري وكلما دعوته أو احتجت إليه تجده حاضرا بجانبك ويقضي الأيام والليالي من أجلك ومن أجل إسعاد الجميع، إن كنت كثير الحرص تجده أحرص منك وإن كنت مسؤولا تجده أكثر منك مسؤوليّة. يَغِير كثيرا على معهده ولم يدخر جهدا ولم يبخل يوما بتضحية من أجل الدفاع عنه والرفع من شأنه وطنيّا ودوليّا كما كان حريصا على أداء واجبه على أكمل وجه من خلال مساعدته للأساتذة في أداء عملهم بتوفير لهم كل المستلزمات الضروريّة للتدريس من معدات لوجستيّة وبيداغوجيّة وأخرى يُحضرها بنفسه حين نعجز جميعا على إيجادها أو توفيرها. نعي جيّدا أن ذلك الواجب، ولكن عند لسعد بن نجمة كان عطاءً سخيّا لا يقارن بغيره من العطاء. خارج المعهد، كان فضاء آخر ساهم فيه وأبدع أيّما إبداع وكل أصدقائه من الموسيقيين يشهدون بذلك. خصاله كثيرة وسيظل التاريخ يخلّده في ذاكرتنا ونفوسنا جميعا.

هكذا عرفت الصديق العزيز لسعد بنجمة رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *