إنّ من أهم الخصائص الوظيفيّة للنصّ الموسيقولوجيّ هو وجود حركة تساؤليّة متواصلة عبر النصّ واتّباع معالجة منهجيّة وتحليل دقيق لجزئيّات الموضوع المطروح واختيار تعليل وحُجاج يقنع به القارئ بصورة تجعل النصّ في مرتبة مرجعيّة أو تأسيسيّة تدلّ على الاختصاص والمنتمي إليه. فإذا أراد الموسيقولوجيّ أن يعود إلى جذور اليقين داخل الفكر يستعمل الخطاب الإبستيمولوجيّ، وإذا أراد أن يمثل لعبة الحوار والأطروحة والاعتراض على الأطروحة أو يجسّم حوار الفكر مع نفسه استعمل خطاب المحاورة النقديّة، وإن أراد التحدّث عن اختلاف التعابير الموسيقيّة استعمل الخطاب المقارن، وإن أراد أن يتحدّث عن الماهيّات استعمل الخطاب الفينومولوجيّ، وإن أراد البحث في البعد الوجوديّ استعمل الخطاب الفلسفي في مفهومه الأنطلوجي… إذن، إنّ فهم النصوص الموسيقولوجيّة يحتاج إلى معرفة بتاريخ الموسيقولوجيا عامّة وتفرّعاتها التي تريد وصف خطابها من داخل نسق لغويّ ومعرفيّ يختاره ويحدّده صاحب النصّ دون غيره.