هي تعابير صوتية يتلقّفها الإنسان من الحياة، يتفاعل معها، تحدث فيه جملة من التوترات والعقد؛ عقدة الهوية والغيرية، عقدة الأنا والآخر، عقدة الخير والشر، عقدة المحبة والكراهية، عقدة النجاح والفشل، عقدة الجرأة والرهبة…، هي جملة من المتناقضات، تتجمع، تتناقض، تتقابل، تتقاطع، تتساوى وتتظافر لتؤسس وتصنع أحاسيس نابعة من تفاعلات متداخلة، خاضعة لمرجعيات ثقافيّة متراكمة وخصوصيّات موسيقيّة متباينة، تفضي في نهاية الأمر إلى تعابير صوتية جديدة، ينقلها الإنسان مرة ثانية إلى الأجيال اللاحقة من خلال الممارسة الحياتية وعن طريق التواصل الشفوي. إن الموسيقى بوصفها تعابير صوتية منغّمة، ومن منطلق أنتروبولوجيا الموسيقى، تخلق نوعا من التوازن السمعي لدى الإنسان، مثله مثل التوازن البيولوجي والتوازن البيئي والتوازن البشري والتوازن الثقافي والتوازن النفسي، فهي تنطلق-أي الموسيقى- من الإنسان وتعود إليه لتؤسس توازنا وتكاملا حسيا بشريا.